محاضرةٌ علميةٌ للأُستاذِ الدكتور (علي عبدالفتاح) بِكْرٌ موضوعُها ، حوارٌ توثيقُها: ضمنَ الخطةِ الأُسبوعيةِ المختصةِ بالندَواتِ العلميةِ التخصصيةِ التي يضطلِعُ بها قسمُ اللغةِ العربيةِ في كلِّيةِ التربيةِ للعلومِ الإِنسانيةِ في جامعةِ بابلَ وَفقَ البرنامجِ العلميِّ للعامِ الدراسيِّ (2024-2025) أَلقى (أ.د. علي عبدالفتاح الحاج فرهود) أُستاذُ الدراساتِ الدَّلاليةِ اللغويةِ والنحويةِ القرآنيةِ في القسمِ محاضرةً عنوانُها: فضاءاتُ التربيةِ الأَدبيةِ والثقافيةِ من تآلُفِ الأَضدادِ اللغويةِ: دراسةً دَلاليةً من تركيبِ (لَو قَد) في كلامِ أَميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلامُ). عرَضَ فيها لخمسةِ مواردَ لغويةٍ جاء فيها حرفُ الشرطِ التعليقيُّ الاحتماليُّ (لو) مقترِنًا بحرفِ التوكيدِ التحقيقيِّ اللاحقِ بعدَه (قد) بما استعمله أَميرُ المؤمنينَ الإِمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ) في كلامِه بحسبِ الموثَّقِ سندًا وروايةً صحيحةً في كتابِ (نهجُ البلاغةِ). وبيَّن المحاضرُ (أ.د. علي عبدالفتاح) أَنَّ اللغويينَ والنحويينَ قدِ اشترطُوا لجملةِ الشرطِ في تركيبِها العامِّ أَلَّا يُسبَقَ فِعلُ الشرطِ فيها بحرفِ التحقيقِ (قد) لأَنه يُفيدُ التوكيدَ سواءٌ أَدَلَّ على التقريبِ أَم على التقليلِ ؛ وهي دَلالةٌ تتضادُّ مع دَلالةِ الشرطِ القائمةِ على التعليقِ والاحتمالِ والرُّجحانِ ولاسيَّما بـ(لو) التي تدُلُّ امتناعِ النتيجةِ (الجوابِ) لامتناعِ السببِ (الشرطِ) ؛ فاحتماليةُ وقوعِ الشرطِ مِن عدمِه تتعارَضُ مع توكيدِ وقوعِ فِعلِ الشرطِ في الوقتِ والتركيبِ والاستعمالِ نفسِه. وأَكَّد المحاضرُ أَنَّ هذا الاستعمالَ الواردَ على لسانِ أَفصحِ مَن نطقَ بالعربيةِ بعدَ الرسولِ الأَحمدِ (صلَّى الل?ـهُ عليه وآلِه) وهو الإِمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ) يَجِبُ أَن تُعدَّلَ بحقيقتِه وبموجبِه القاعدةُ التي تشترِطُ عدمَ اقترانِ فعلِ الشرطِ بـ(قد) إِلى جوازِ ذلكَ ولا سيَّما مع (لو). وبحسبِ المداخلاتِ القيِّمةِ للمشارِكين في أَعمالِ هذه الندوةِ العلميةِ شكَرَ (أ.د. حامد الجنابي) للمحاضرِ عن هذه الجِدَّةِ المائزةِ في العرضِ والتحليلِ مبيِّنًا أَنَّ بعضَ القواعدِ قد جاءت على غيرِ إِحكامٍ تتمٍّ نتيجةَ نقصِ الاستقراءِ ؛ فلو كان النحويون قد وقفُوا على هذه الأَحاديثِ العلَويةِ المباركةِ توثيقًا لمَا جعلُوا عدمَ اقترانِ فِعلِ الشرطِ بـ(قد) شرطًا لازمًا لجملةِ الشرطِ. وبالثناءِ نفسِه كانت مداخلةُ (أ.د. هاشم جعفر) رئيسِ القسمِ مبيِّنًا أَنَّ دَلالةَ (قد) هنا ربما تخلُو من معنى التوكيدِ والتحقيقِ ما يجعلُها لا تتعارضُ تركيبًا مع أَداةِ الشرطِ (لوِ) الاحتماليةِ. وبالشُّكرِ تعضيدًا كانت مداخلةُ (أ.د. مازن داوود) الذي وثقَ أَنَّ العربيةَ الساميةَ بنصوصِها وروعةِ تراكيبِها وبداعةِ بلاغتِها تستدعي أَن يَّكونَ لكلِّ مستوًى لغويٍّ مختصٍّ بـ(نصِّهِ المتفرِّدِ) نحوٌ ينمازُ عن أَنحاءِ النصوصِ الأُخَرِ منعًا لعمومِ القاعدةِ باختلافِ مستوياتِ النصوصِّ. وفي ختامِ هذه الندوةِ العلميةِ التي حضرها عميدُ كلِّيةِ التربيةِ للعلومِ الإِنسانيةِ (أ.د. محمود الشمري) ومعاونُه الإِداريُّ (أ.د. زيد الحفاجي) ، وجمعٌ وضَّاءٌ وجودُه من الملاكِ التدريسيِّ ومِن طلبةِ الدراساتِ العُلى في قسمِ اللغةِ العربيةِ ، ورئيسُ قسمِ العلومِ التربويةِ والنفسيةِ (أ.د. متمم الياسري) مَنَحَ عميدُ كلِّيةِ التربيةِ للعلومِ الإِنسانيةِ شهادةَ تثمينٍ لـ(أ.د. علي عبدالفتاح الحاج فرهود) قدَّمها (أ.د. حامد الجنابي) تكريمًا له عن هذه المحاضرةِ القيِّمةِ.إِعلامُ الكُلِّـيةِ.
نشر بواسطة: زهراء خوام عبد الواحد
تاريخ: 30/10/2024
تاريخ: 04/09/2024
تاريخ: 27/06/2024
تاريخ: 16/03/2024
تاريخ: 13/03/2024
تاريخ: 21/02/2024
تاريخ: 06/02/2024
تاريخ: 08/01/2024